الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

في شهر الفتوحات: جدّد معركتك مع نفسك

  • 1/2
  • 2/2

ربّما حالت الحدود بيننا وبين أرض الرباط، لكن لا أقلّ من أن يعيش الواحد منّا آلام المفجوعين وصولات المرابطين في غزّة بقلبه وروحه، ويتمنّى صادقا من قلبه أن لو كان معهم ليفوز فوزا عظيما، ولا أقلّ من أن يجاهد نفسَه في طاعة الله والقيام بأمره والانتهاء عند نهيه، حتّى لا يكون عبئا على إخوانه وأمّته، وحتّى لا يؤخذ بذنب المخلَّفين والقاعدين.

إنّنا نعيش أيام شهر الفتوحات والانتصارات، والحدّ الأدنى الواجب على كلّ واحد منّا، أن يجدّد معركته مع نفسه وشيطانه، ويعلي همّته ويلبس لامته ويشحذ سلاحه، ويحدّث نفسه الأمّارة بالسّوء بالجهاد في سبيل الله في أرض الرباط ويتمنّاه ويتوق إليه: فـ”من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق”.

ليس يليق، بل هو حرام وعيب أن يعجز عبد مسلم، في شهر رمضان، شهر الفتوحات والانتصارات، عن القيام لصلاة الفجر! من لم يصلّ الفجر في رمضان في بيت الله فمتى يصلّيها؟! ليس يليق بعبد مؤمن شابّ يُمتّع بالصحة والعافية أن ينصرف من صلاة التراويح بعد ركعتين أو أربع، في شهر الفتوحات والانتصارات! ليس يصحّ لعبد مسلم أن يرضخ لنفسه الأمّارة بالسّوء فيقضي ليالي رمضان مع البرامج التافهة ومقاطع الإنترنت المُقسية للقلب.. ليس يُقبل من عبد مسلم يعيش شهر الفتوحات أن يعجز عن ختم القرآن على الأقلّ مرة واحدة: يقول الإمام ابن الجوزي -رحمه الله-: “إذا لم يختم المسلم القرآن تلاوة في رمضان شهر القرآن، فلن يختمه في سائر السنة إلا أن يشاء الله. وعدم الختم خذلان، يستوجب إدامة الدعاء، بكشف الغمة، ورفع الغفلة عن القلب”. من لم يغلب نفسه في رمضان على غضّ البصر فمتى يغلبها؟ ومن لم يغلبها على كبح اللّسان عن أعراض المسلمين فمتى يغلبها؟ ومن لم يصلح حاله مع والديه في رمضان فمتى يصلحها؟ ومن لم يتصالح في رمضان مع من يعاديهم فمتى يتصالح؟ ومن لم يرجع الحقوق إلى أصحابها في رمضان فمتى يرجعها؟ من لم يترك أكل الحرام وإضاعة الأمانة في رمضان، فمتى يفعل؟

العمر كلّه فرصة للتوبة والإصلاح، لكنّ العبد يجد في رمضان من الفرص والمحفّزات ما لا يجد في غيره، ويجد في قلبه من الخير واللين ما لا يجده في غير رمضان. ورمضان هذا العام -خاصّة- يتزامن مع نكبة تعيشها الأمّة في أرض غزّة، إذا لم تتحرّك لها القلوب فمتى تتحرّك، وإذا لم تتغيّر لأجلها الأحوال فمتى تتغيّر؟!

مجاهدة النّفس هي واجب العمر، والانتصار على النّفس الأمّارة بالسّوء هو هدف العمر، وإذا لم يقد العبد نفسه إلى الله في هذه الدنيا وهي تبكي، فسوف تقوده يوم القيامة إلى النّار وهو يبكي!

سلطان بركاني – الشروق الجزائرية
4bf27aa76f.jpg

كانت هذه تفاصيل خبر في شهر الفتوحات: جدّد معركتك مع نفسك لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا