الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

مصر وفلسطين والأردن والدور المطلوب

  • 1/2
  • 2/2

تكتسب شعوب العالم المقاتلة في سبيل قضاياها وتحرير أراضيها من براثن الاحتلال الأجنبي عطف الرأي العام العالمي وتضامنه معها عبر تجسيدها للبطولات وفرضها لاستمرارية القتال الضاري بوجه أعدائها رغم عدم التكافؤ في القوة العسكرية والمالية وسعة المجال الحيوي. هذه غزة المحاصرة منذ أكثر من 17 عاما حصارا شاملا فرضته قوى البغي والعدوان الإسرائيلي وتضامن معها في فرض الحصار على غزة دول عربية مجاورة وسلطة فلسطينية متخاذلة، في الجانب الآخر وقفت شعوب العالم على امتداد الجغرافيا وفي كل عواصم الدنيا مناصرة لنضال الشعب الفلسطيني في غزة وخلت معظم عواصم العرب من المتظاهرين نصرة لشعب فلسطين والمقاتلين الشجعان في غزة.

(2)

مصر السلطة المساهمة في حصار غزة هي اليوم مُحاصَرة، فجنوبها السودان تمزقه الحروب والدعوات الانفصالية نحو بناء كيانات قبلية جاهلية في طريقها الى النجاح لا سمح الله، ومن هنا سوف تصاب مصر هبة النيل بالعطش بإقامة السدود على منابعه جنوبا خارج الهيمنة المصرية واهتزاز أمنها الداخلي، وغربا ليبيا تعتصرها الآلام والنزاعات والانشقاقات وأنانية نخبها السياسية الأمر الذي يؤدي الى اضعاف الأمن القومي المصري من الغرب ولا تعلم مصر إلى أين تتجه رياح ليبيا السياسية في قادم الأيام. وإذا التفتت مصر نحو المشرق لتمد بصرها نحو آسيا الشام كما فعل محمد علي باشا 1810 وجمال عبد الناصر1958 يكون عبورها إلى الإقليم الشمالي عبر فلسطين ونقطة البدء قطاع غزة، وهنا نستدعي التاريخ للذين لا يعرفون تاريخ مصر من النخب الحاكمة في القاهرة بان غزة هي السور المنيع في مواجهة الغزاة بهدف احتلال مصر ونذكر بموقعة عين جالوت بفلسطين وعلى وجه اليقين قطاع غزة التي انتصر فيها أحد سلاطين المماليك سيف الدين قطزعلى جيش التتار بزعامة هولاكو. معنى ذلك أن غزة هي خط الدفاع الأول عن مصر في مواجهة عاديات الزمان التي تستهدف مصر العزيزة.

(3)

مصر مع الأسف الشديد تريد أن تحل أزماتها المالية والاقتصادية الراهنة على حساب غزة، تتناقل الصحافة العالمية أخبارا مفادها بأن مصر تساوم على استقبال مُهجرين من غزة إلى سيناء مقابل رفع الديون عن مصر، يقول برلماني مصري إنه عُرض على الرئيس السيسى 250 مليار دولار من أجل استقبال نازحين من غزة، بينما مديونية مصر كما تذكر التقارير تبلغ 165 مليار $ اضف إليها الفائدة التراكمية وستكشف الأيام القادمة أن مصر ستوافق على تهجير أكبر عدد من أهل غزة إلى سيناء عند اجتياح إسرائيل لرفح، وتحت ذريعة عمل إنساني بإنقاذ المدنيين من جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة على مدار الساعة لتلك المساومات رغبة في حل أزمتها المالية. المتابع لتصريحات المسؤولين في القاهرة يظهر باستنتاج أن القيادة المصرية ليس عندها مانع لإنهاء دور حركة المقاومة الإسلامية حماس ومن يناصرها في غزة، بل القضاء على كوادرها، أيضا الرئيس السيسي يدعو إسرائيل إلى تهجير سكان غزة إلى صحراء النقب كي تتمكن إسرائيل من القضاء على المقاومة الوطنية الباسلة، ويلحقه وزير خارجيته السيد سامح شكري قائلا في مؤتمر في ميونخ الأسبوع الماضي « إن حماس خارجه عن الاجماع الوطني الفلسطيني، ويذهب بعيدا بالقول إن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني « أليست هذه التصريحات مؤشرا لتأييد القيادة المصرية لإسرائيل كي تقضي على حركة المقاومة الفلسطينية ؟ السيد ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية قال: على شاشة الجزيرة مباشر في برنامج المسائية «إن السلطات المصرية لا تستطيع ادخال شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة من دون اتفاق مع إسرائيل، لانها ستقوم بقصفها في الأراضي الفلسطينية حال مرورها من معبر رفح المصري « أليس هذا القول دعوة لإسرائيل بأن تقصف أي شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني في غزة ؟ وأين هيبة مصر ومكانتها التاريخية ؟!

(4)

مصر ذات ال 7000 سنة من الحضارة تتحكم في قراراتها وسيادتها دولة تحت التكوين « إسرائيل « كما قال وزير خارجية مصر سامح شكري « إذا فرض علينا أمر واقع سنتعامل معه « يا للهول !! دولة تحت التكوين تفرض على مصر أمرا واقعا وتخضع لتنفيذ الأمر !؟

(5)

نبهت مرارا وتكرارا للاهتمام بالأردن كي لا يكون تحت ذريعة الحاجة معرض لابتزاز أمريكي إسرائيلي، ولكن لا حياة لمن تنادي. لا جدال بان أهلنا في الأردن الشقيق يعرفون جيدا انه إذا هزمت حماس واخرجت منها وضربت المقاومة في غزة فإن الجولة الثانية مباشرة ستكون الأردن وهذا مقال لأولمرت رئيس وزراء اسرائيل السابق الجمعة الماضية ان غزة « مجرد خطوة « في مخطط حكومة نتنياهو لـ « تطهير « الضفة الغربية من الفلسطينيين وتفريغ المسجد الأقصى من المسلمين وضم الأراضي الفلسطينية الى إسرائيل « ان الرأي الذي يريد قوله أولمرت دون الإفصاح ان عملية التهجير الى الأردن ستطول سكان الضفة الغربية، وقد بدأت العمليات بهدم منازل المواطنين في ارجاء متفرقة من الضفة الغربية وحرق ممتلكاتهم ومصادرة اغنامهم وحرق وتجريف مزارعهم تحت سمع وبصر السلطة العباسية في رام الله. ومن هنا فإني ادعو القيادة السياسية في الأردن الشقيق الى تعبئة المواطنين لليوم الموعود وتدريبهم وقطع طرق الامدادات العابرة من الأراضي الأردنية الى الأرض المحتلة. ان الشر يحدق بأهلنا في الأردن كما هو محدق باهلنا في مصر ولبنان.آخر القول: يا قادتنا الميامين في كل الأرض العربية لا تعتمدوا ولا تثقوا في طرف أجنبي لحمايتكم، اعتمدوا على الله وعلى جبهاتكم الداخلية فهي الحامي لكم وللأوطان والله مع الصادقين إذا صدقوا.

د. محمد صالح المسفر – الشرق القطرية
0f39ed4fb0.jpg

كانت هذه تفاصيل خبر مصر وفلسطين والأردن والدور المطلوب لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا