الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

أحلامنا في زمن الحرب

أكاد لا أصدق أن المجازر مستمرة على مرأى ومسمع من العالم أجمع! طوفان الأقصى الذي انطلق في السابع من أكتوبر الماضي لم تنته أحداثه بعد! ولازال الصراع محتدما ودمويا، وأعداد الشهداء تقفز بطريقة تستعصي على الإدراك، ونحن نحدق في الأرقام التي هي في الواقع أرواح! ذوات! وجوه وأصوات!

كم غيرت هذه الحرب، ولازالت تغير، في أحداث العالم وفي النفوس!

لم تعد أحاسيسنا كما كانت، ولا نظرتنا للأمور، ولا تقديرنا للأحوال أو آراؤنا.

فقدنا جزءا كبيرا من شهيتنا للحياة! التي أصبحت واقعية بقسوة! أكثر جدية، وبعاطفية عميقة! مزيج غريب ومتناقض، لكنه يجسد حقيقة الحياة الدنيا. فنحن نحزن ونتألم، ونميل ونحب ونتوق، ونحتاج ونتخوف، وفي الوقت ذاته نحن نطمح ونريد ونفكر ونخطط. هذه الأمور المركبة بدت عادية وباردة! أصبحت أفكارنا مشتتة، فنحن نريد أن نعيش حياتنا بارتياح لكننا نحس بتأنيب الضمير لأننا نعلم أن إخواننا ليسوا مرتاحين، لا نشعر بالرضا تجاه انشغالنا وانغماسنا في ملهيات الحياة، وكأننا فقدنا الارتباط بالمكان والزمان، وكأنه لا يحق لنا وكيف نجرؤ! أن ننشغل بالأيام ومتطلباتها وبأحلامنا والمستقبل الذي نأمله.

جعلتنا الحرب مباشرين أكثر في التعرف على أنفسنا، وبين إدراك مسيرة الحياة وحاجاتنا الإنسانية، وفي الثبات على الحق، والاعتراف بالخطأ، واستصغار المشاكل. تحولنا إلى نموذج أكثر مرونة، وأشد صلابة! وفي التفرقة بين الأساسيات والكماليات، إذ أصبحنا نواجه حقيقة «أن كل شيء إلى زوال» يوميا!

كانت هذه المواجهة بين الحقائق.. الحياة المزدحمة وجشع النفس، بساطة الأمور التي نعقدها، نفوسنا الضعيفة التي نحملها فوق طاقتها، مشاعرنا التي نزيفها، أفكارنا التي نناقضها، سلوكياتنا الخاطئة التي نكابر عليها.. هذا يستحق الأمر فعلا كل ذلك؟إن ما نختبره من تداخل فكري وشعوري لهو أمر طبيعي تماما خاصة في ظل التقنيات الحديثة التي صارت تنقلنا إلى الحدث! لكن علينا أن نلزم التصرف السليم إزاء هذه «الفوضى الداخلية» لئلا تعزلنا عن حياتنا، ولا ننعزل عن أحوال أشقائنا.

فعسى أن نفهم الدروس دون مغالاة ولا غفلة.

سارة صالح الراشد – الأنباء الكويتية

كانت هذه تفاصيل خبر أحلامنا في زمن الحرب لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا