استخدام التنين للزينة

إن الصور اليابانية للتنين هي عبارة عن مزيج من 3 تأثيرات: التنين الأسطوري الصيني، والـ”ناغا“ من الأساطير الهندوسية والنصوص المقدسة البوذية، والآراء اليابانية الأصلية عنه باعتباره إلها للمياه.

التنين الصيني هو وحش أسطوري يُعتقد أنه تأليه للأعاصير والظواهر الطبيعية الأخرى. ويملك خصائص إيجابية مستمدة من حيوانات متنوعة، فله جسد ثعبان وقرنا غزال ومخالب صقر، وشوارب طويلة تشبه تلك عند أسماك السلور، وكان يعتبر مخلوقا ميمونا ارتبط ارتباطا وثيقا بأباطرة الصين.

يعتبر المخلوق الأسطوري ناغا من الهند حيوانا مقدسا ويشبه الكوبرا العملاقة، وتصفه النصوص المقدسة البوذية بأنه حارس البوذية.

يشابه التنين ”ريو“ في اليابان التنين الصيني، ولكنه يحظى بالتبجيل مثل ناغا باعتباره حاميا للبوذية. ترتبط التنانين بالمطر، ولطالما كانت جزءا من المعتقدات الشعبية المتعلقة بالمياه، ويقال إن تلك المخلوقات غالبا ما تعيش في المحيط أو في المسطحات المائية الأخرى. وبسبب هذا الارتباط بالمياه تزخر المعابد الشينتوية بتماثيل للتنانين. وكثيرا ما تظهر كعناصر زخرفية على أحواض تيميزويا لطقوس غسل الأيدي أو كنقوش أو لوحات لحماية مباني المعابد من النار. كما تزين التنانين المعابد المحمولة ”ميكوشي“ للتعبير عن فكرة أن الآلهة التي تركب في تلك المعابد هي أعظم حتى من حاكم الأرض.

وهناك الكثير من المعابد التي تعبد التنانين، حيث يتم تبجيلها لأسباب مثل الاعتقاد بقدرتها على إنزال الأمطار ووقف الفيضانات وضمان الصحة وطول العمر والحظ. كما ترمز التنانين إلى ”كي“، وهي الطاقة الحيوية الغامضة التي يمكن أن تعزز ثروات الفرد.

وفيما يلي نستعرض 6 معابد شينتوية مرتبطة بعبادة آلهة التنين.

معبد إنوشيما

(فوجيساوا، محافظة كاناغاوا)

بوابة معبد إنوشيما مصممة على غرار قصر ”ريوغو جو“ الأسطوري الموجود تحت سطح البحر وفق المعتقدات الشعبية اليابانية (بإذن من معبد إنوشيما).

يأخذ معبد إنوشيما اسمه من الجزيرة التي تعد موقعا سياحيا شهيرا بمحاذاة ساحل شونان. وهذا المعبد هو المفضل لدى المصلين منذ فترة إيدو (1603-1868)، ويُبجِل الإلهة ”بينزايتين“ المستوحاة من التقاليد البوذية الهندية والتي ترتبط بأشياء مثل المياه والفنون والحكمة والثروة.

تقول الأسطورة إن عذراء سماوية تجسدت في صورة بينزايتين هي التي أنشأت المعبد في منتصف القرن السادس. في غضون ذلك، كان هناك تنين بخمسة رؤوس يعيث فسادا في منطقة كاماكورا المجاورة. انزعجت العذراء من ذلك، وحذرت التنين الذي تاب عن أفعاله الشريرة. تشكلت جزيرة إنوشيما عندما نزلت العذراء إلى الأرض، وتحظى بالتبجيل باسم بينزايتين داخل قاعة ”هوأندين“ المصممة على غرار قاعة الصلاة يوميدونو الشهيرة في معبد هوريوجي في نارا. كما يبجل التنين في معبد ”واداتسومي نو يميا“ داخل حرم المعبد الرئيسي. ويقال إن هذا التنين الإلهي ساعد ميناموتو نو يوريتومو (1147-1199) – شوغون منطقة كاماكورا – على الانتصار في إحدى المعارك، وضمن ازدهار عشيرة الوصي هوجو توكيماسا (1138-1215).

يقع معبد ”واداتسومي نو يميا“ فوق مغارة يعتقد أن التنين كان يعيش فيها (© شيبويا نوبوهيرو).

معبد كوزوريو

(هاكوني، محافظة كاناغاوا)

بوابة ”توري السلام“ في معبد هاكوني (يسار) الشهيرة بين المصورين الفوتوغرافيين، وبوابة ”توري العائمة“ بالقرب من الرصيف حيث ترسو القوارب السياحية (© بيكستا)

يمكن الوصول إلى منتجع هاكوني الشهير للينابيع الساخنة بسهولة من طوكيو، ويحتوي على معبد هاكوني على شاطئ بحيرة أشي. وتُعد بوابة توري ذات اللون القرمزي والتي يظهر من خلفها جبل فوجي الشاهق، مكانا مفضلا لالتقاط الصور من قبل الزوار. هناك أيضا معبد كوزوريو الفرعي ويقع حرمه الرئيسي على بعد 3 كيلومترات إلى الشمال الغربي في غابة ”هاكوني كوزوريو نو موري“.

يقع معبد كوزوريو الرئيسي على بعد حوالي 30 دقيقة سيرا على الأقدام من أقرب محطة للحافلات أو موقف للسيارات، ولكن في الثالث عشر من كل شهر، ينقل قارب خاص المصلين من وإلى المعبد من أجل طقوس تسوكيناميساي الشينتوية التي تقام هناك.

يبجل هذا المعبد الإله كوزوريو أوكامي، الذي تصفه الأسطورة بأنه كان يرهب السكان المحليين إلى أن أخضعه كاهن رفيع المستوى وأصبح الروح الحامية لبحيرة أشي. يُعتقد أن كوزوريو أوكامي يجلب النجاح في الأعمال التجارية ويحمي الجهود المالية. كما يرتبط بالعثور على شريك الزواج ولذلك يحظى بشعبية خاصة بين الباحثين عن الحب.

حوض تيميزويا في معبد كوزوريو. ويعتقد أن الماء المتدفق من أفواه التنانين يغسل كل الدنس (© شيبويا نوبوهيرو).

معبد سيتاباشي ريوغوهيديساتو

(أوتسو، محافظة شيغا)

يظهر جسر سيتا نو كاراهاشي في أسطورة ريوغو (© شيبويا نوبوهيرو).

تعد بحيرة بيوا – وهي الأكبر في اليابان – موطنا لتنين إلهي يقال إن قصره يقع تحت جسر سيتا نو كاراهاشي الذي يمتد فوق نهر سيتا في الطرف الجنوبي من المسطح المائي. وبعد أن عذبت حشرة أم أربع وأربعين عملاقة تعيش في جبل قريب التنين، طلب الأخير المساعدة من الساموراي فوجيوارا نو هيديساتو الذي كان مارا بالجوار. قتل المحارب الحشرة العملاقة، وقام التنين بإمطاره بالثروات بدافع الامتنان.

يقع معبد سيتاباشي ريوغوهيديساتو عند طرف الجسر، وهو يبجل كلا من هيديساتو، المعروف أيضا بدوره البطولي في إخضاع تمرد حرض عليه المحارب الأسطوري تايرا نو ماساكادو في القرن العاشر، والإله التنين. وعلى الرغم من أن قصة قتل حشرة أم أربعة وأربعين من القصص المشهورة في تايهيكي (ملحمة تاريخية يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر)، إلا أن المعبد غير معروف نسبيا. وتقول الأسطورة إن المصلين يأتون للصلاة بحثا عن التوفيق في مساعيهم.

من اليسار: يقع المعبد البسيط عند الطرف الشرقي للجسر. تكرس قاعة العبادة الإله التنين وهيديساتو (بإذن من معبد سيتاباشي ريوغوهيديساتو).

معبد تسوكوبوسوما

(ناغاهاما، محافظة شيغا)

معبد تسوكوبوسوما على ضفاف بحيرة بيوا (© شيبويا نوبوهيرو).

تشيكوبوشيما هي جزيرة تقع في بحيرة بيوا، وهي موقع آخر مرتبط ببينزايتن أحد آلهة الحظ السبعة في اليابان. تسرد إحدى القصص أن بينزايتين ظهرت على شكل عذراء سماوية للاستجابة لصلوات الناس، بينما تقول قصص أخرى إنها اتخذت شكل تنين لحماية البلاد.

يرتبط معبد تسوكوبوسوما – يُسمى أيضا معبد تشيكوبوشيما – الموجود في الجزيرة بكل من بينزايتين والإله التنين. توجد أمام بوابة توري قاعة عبادة الإله التنين على قطعة أرض تواجه البحيرة. تتردد مزاعم أن المصلين الذين يستطيعون رمي طبق من الطين بنجاح عبر البوابة من النقطة المرتفعة خلف البوابة فإن صلواتهم سيستجاب لها.

يعتبر الجزء الداخلي من أراضي المعبد محظورا، وعوضا عن ذلك يرمي المصلون أطباقا طينية من القاعة الأمامية (© شيبويا نوبوهيرو).

معبد مورو ريوكيتسو

(أودا، محافظة نارا)

جسر مقوس رائع الجمال فوق نهر مورو، بالقرب من معبد ريوكيتسو (© شيبويا نوبوهيرو).

يشتهر معبد موروجي في نارا بمنحوتاته البوذية الجميلة وبرجه الخشبي ”باغودا“ الموجود وسط تضاريس الغابات العميقة. عند عبور نهر مورو باتجاه الجبال، توجد مجموعة من الكهوف الصغيرة يُقال إنها ”ريوكيتسو (كهوف التنين)“. كان البلاط الإمبراطوري في كيوتو يرسل في أوقات الجفاف رسلا إلى هذه التجاويف للصلاة من أجل هطول المطر.

أحد الكهوف هو كيشّو ريوكيتسو، حيث يقطن الإله التنين الذي يحرس معبد موروجي، كما يحضر كهنة المعبد المهرجان السنوي لمعبد مورو ريوكيتسو لتقديم احترامهم. يرتبط المعبد بالمياه وهو موطن لزوج من أشجار سرو شاهقة متشابكة عند الجذور، ما يمنح المعبد سمعة طيبة باعتباره نقطة قوة لأولئك الذين يبحثون عن الرومانسية.

القاعة الرئيسية لمعبد ريوكيتسو (يسار) وكيشّو ريوكيتسو على بعد 30 دقيقة سيرا على الأقدام باتجاه أعلى الجبل (بإذن من معبد مورو ريوكيتسو).

معبد إبارا

(شيناغاوا، طوكيو)

لطالما كان معبد إبارا مفضلا لدى القادة العسكريين، ويعتبر حامي شيناغاوا (© شيبويا نوبوهيرو).

يوجد في وسط طوكيو أيضا معبد مرتبط بتنين إلهي، وهو معبد إبارا شيناغاوا. يقال إن تاريخ المعبد يعود إلى عام 709، ويضم الروح الإلهية للإله التنين من معبد جبل يوشينو في نارا، إحدى القمم المقدسة في اليابان. كان محاربو عشيرة ميناموتو في فترة هييان (794-1185) بالإضافة إلى أفراد من عائلة توكوغاوا الحاكمة يصلون هنا من أجل الانتصار في المعارك، ما ساعد على ترسيخ سمعة المعبد في استجابة دعاء المصلين.

وعلى الرغم من أن معابد آلهة التنين تحتوي عادة على زخارف لهذه المخلوقات، إلا أنه في معبد إبارا، يطل تنين على المصلين من أعلى مبنى المعبد. ومن شأن هذا المَعلم غير العادي وحده أن يجعل المعبد مكانا يستحق الزيارة.

تنين يحدق إلى الأسفل من سقف قاعة الصلاة (© شيبويا نوبوهيرو).

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: بإذن من معبد إنوشيما)