فن ومشاهير

«العادلون» يجسد معاناة الشعب الفلسطينى

ياسر رشاد - القاهرة - جسدت مسرحية «العادلون» معاناة الشعب الفلسطينى لتحرير وطنه من الكيان الصهيونى المغتصب لأرضه، حيث تناول العرض مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين يخططون لاغتيال أحد قادة الكيان الصهيونى، ويتناول العرض صورة المناضل العادل الذى يعطى الأولوية للمواقف الإنسانية دون أن يفقد روح الانتفاضة التى يؤمن بها، حيث يمكن تحقيق العدالة بشرف وحرية وليس عن طريق القتل أو العدائية فقط.

أقيم العرض المسرحى، يوم الجمعة 10 مايو الجارى، على خشبة مسرح قصر ثقافة روض الفرج، ضمن المهرجان الإقليمى لفرق إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد بالهيئة العامة لقصور الثقافة.

يقول محمد فاضل القبانى، مخرج العرض، إن معاناة الشعب الفلسطينى ونضاله من أجل تحقيق الانتصار والاستقلال، أمر محفز للمبدع، حيث إن الفدائيين لهم كل التقدير، لكونهم قرروا أن يواجهوا الموت من أجل تحقيق هدفه واستقلال وطنهم وأراضيهم، ومن هنا جاءت فكرة تحويل نص العادلين، خاصة أنه مناسب لطبيعة ما أفكر فيه وأتأمله، وزاد تصميمى على تنفيذ الفكرة خاصة بعد اندلاع أحداث طوفان الأقصى.

نص «العادلون» للأديب الفرنسى ألبير كامو نابع من تجربة شخصية، إذ كان أحد النصوص الذى قدمته فى بداية مشوارى كممثل، ورغبت فى تقديمه مرة أخرى لأنه نص ملىء بالقضايا الفكرية والفلسفية الخاصة بالحرية والاستقلال، لكن وجدت أن الأحداث الواردة فى النص الأصلى لا تناسب طبيعة المتلقى الآن، وأصبحت أفكر فى قضية وأحداث مناسبة للوقت الراهن لتلقى اهتمامات الجمهور، ومن هنا فكرة فى تحويل مسار الأحداث من روسيا القيصرية إلى فلسطين المحتلة، واستعنت بصديقى الناقد المسرحى محمد عبدالرحمن لوضع معالجة للنص تقوم على هذا التصور الذى وضعته من قبل.

التحدى الأكبر كان كيفية تجسيد نضال الفدائيين من أجل تحرير وطنهم، والرسالة الأهم التى حاولت إيصالها من خلال المعالجة المصرية لنص «العادلون» هى تقديم صورة للفدائى الذى برغم كل المعاناة لا يزال يملك من الرحمة ما يجعله يفرق بين القتل من أجل القتل وما بين القتل من أجل المقاومة، وأن قتل طفل لن تؤثر فى تحرير وطن، بل لا تجذب أى نوع من أنواع التعاطف العالمى مع القضية، وهذا حدث فى الأحداث الأخيرة، لذلك اعتمدت على تضافر كل العناصر المسرحية من تمثيل وسينوغرافيا وموسيقى تصويرية ومادة فيلمية من أجل الوصول بالحالة كاملة للمتلقى، ومن أجل أن يتعايش المشاهد مع ما يدور ويتأثر به دون افتعال فى أى من تلك العناصر.

ولكن الميزة الأكبر التى ربما أراها هى أن هناك من أبطال العرض فنانين كباراً وأصحاب خبرات كبيرة فى الوقت على خشبة المسرح مثل خالد رأفت والسعيد قابيل ورامى نادر، كما أن بعضهم له خبرته فى التعامل مع النص الأصلى من قبل، وهو ما ساعدنى كثيراً حين بدأنا بروفات العمل.

وقدم العرض لأول مرة مطلع شهر مارس الماضى، على خشبة مسرح الطليعة، وحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، حيث رفع شعار «كامل العدد» طوال ليالى عرضه، وشهده عدد كبير من النجوم على رأسهم نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكى، والنجم محمد رياض، رئيس المهرجان القومى للمسرح المصرى، ولفيف من الفنانين والنقاد.

العرض من إنتاج الإدارة العامة للمسرح التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، إخراج محمد فاضل القبانى، عن رائعة الأديب الفرنسى ألبير كامو، أعده مسرحياً الكاتب والصحفى محمد عبدالرحمن، ديكور وملابس: سماح نبيل، إضاءة: محمد الطايع، تأليف موسيقى: محمد خالد، مخرج منفذ: ياسر الوكيل، مدقق لغوى: أحمد سعيد، فوتوغرافيا: عادل صبرى، فيديو: جرجس صبحى، مريم سليمان، هيئة الإخراج: مروان عثمان، محمد ياسر، عمر عزيز، هدير السيد، مى شاهين، تمثيل: رامى نادر، خالد رأفت، السعيد قابيل، هدير طارق، عبدالرحمن كمال، محمد فاضل.

 

 

Advertisements

قد تقرأ أيضا